Tuesday, March 20, 2012

. قراءة فى محطات كامل المقهور

محطات كامل المقهور و الطريق إلى جريكو
أذكر أنه منذ عشر سنين و نيف ، عندما أصدر المقهور كتابه " محطات " قرأته بنهم شديد. كنت متشوقا لهذه التجربة الجديد التى أتحفنا بها المقهور ، لا أدر ى كم مرة قرأته ،لكنى كنت أقرأه كأننى أردد قصيدة شعرية أحبها ،  محطات بالنسبة لى كان و لا يزال ، قصيدة حنين و رثاء للزمن الجميل. رثاء  لشباب الإنسان الذى لن يعود.
و كنت متلهفا لإشراك الآخرين فى متعة قراءة هذه التجربة  و مناقشتها ،  و كان ممن ناقشت الكتاب معهم المخرج عبد السلام حسين ،   وقد كان أبرز ما شد أنتباه عبدالسلام حسين هو الجزء الخاص برحلة المقهور ـ الطفل حينها ـ من طرابلس إلى القاهرة عن طريق البر ، مرورا بمدينة بنغازى التى  أضطر المقهور  إلى التوقف عندها،  وقضاء عدة اشهر ، قبل أن تسمح الظروف له بمواصلة رحلته إلى القاهرة  ، و الزمن إذ ذاك زمن الحرب العالمية الثانية .
كان رأى عبدالسلام حسين أن المقهور مر مرورا عابرا على هذه الرحلة الطويلة  و الغنية بالأحداث و المواقف و المشاهد أثناء طريقه الطويل سواء من طرابلس إلى بنغازى ثم القاهرة. و حتى فترة بقائه فى بنغازى نفسها . عاقدا  مقارنة بين محطات المقهور و  مذكرات كازنتزاكى ،  مشيرا إلى أن كازنتزاكى فى " الطريق إلى جريكو" أسهب فى ذكر ما مر به  من أحداث فى طفولته ، وأن المقهور أضاع الفرصة لإثراء رحلته تلك بعدم ذكر تفاصيلها كلها.


و كان رأى مخالفا لعبد السلام حسين ، إذ كان رأى أن المقهور كان أمينا فى سرده للنص ،  و أن  ذاكرة المقهور الطفل  فى ذلك الوقت لم تستوعب ذلك الكم  من الأحداث ،  او ربما لم يثر أهتمامه الشئ الكثير  فيها عدا لعب الكرة كل يوم مع أخيه محمود ، و أن المقهور ـ الكاتب البالغ لاحقا لم يشاء أن يحمل الأحداث أكثر مما اأحتملته ذاكر المقهور الطفل  فى ذلك الوقت ، و لم يرغب فى إقحام تفاصيل من مصادر لاحقة  ،  و بهذا فإنه ظل أمينا للنص .
وكان رأى  أيضا أن كازنتزاكى ربما أستعان بمصادر خارجية لاحقا غير ذاكرته هو لتجميع ذلك الكم من الأحداث التى سردها عن فترة طفولته .

No comments:

Post a Comment